أول كتاب قرأته لسنة 2025 هو كتاب مزرعه الحيوان للكاتب جورج أورويل الذي كتبه سنة 1945.
كتاب خفيف نظيف من 120 صفحة تحسه يتحدث عن واقعك وعالمك، وهو عبارة عن رواية ديستوبية (Dystopia) أي المدينة الفاسدة أو المجتمع الفاسد، وهو مجتمع خيالي تحكمه قوى الشر وتسيطر على السلطة وتتمايز فيه الطبقات بين البرجوازية والطرقات الكادحة.
ومن أبرز ملامح هذا المجتمع نجد الخراب، والقتل والقمع والفقر والمرض، باختصار هو عالم يتجرد فيه الإنسان من إنسانيته يتحوّل فيه المجتمع إلىٰ مجموعة من المسوخ تناحر بعضها بعضاً.
وهذه الرواية من أفضل 100 رواية عالمية، كما أن روايته التي بعنوان الرقم 1984، والتي ألفها سنة 1948 تعتبر الرواية رقم واحد ضمن المئة أفضل رواية عالمية.
يحاول جورج أورويل من خلال هذه الرواية بأسلوب التورية إبراز واقع الاستبداد والظلم الذي تعانيه الشعوب من خلال قصة مزرعة الحيوان الخيالية والتي هي في الحقيقة من صميم ما يفعله الطغاة، فبعد قيام الحيوانات بالثورة، وطرد السيد جونز صاحب المزرعة (انسان) الذي ظل يشرب ونسي أن يطعمها، وسيطرتها على المزرعة، وسن القوانين الجديدة ومن بينها عدم مخالطة البشر، وأن لا يقتل الحيوان أخاه الحيوان، كل من يمشي على أربع صديق، كل من يمشي على قدمين عدو، بدا واضح أن الخنازير هي التي تقود زمام السلطة من خلال الخنزيرين سنوبول ونابليون ولكن هذا الأخير كان ماكرا واستفرد بالسلطة بمساعدة الكلاب التي رباها وهي صغيرة بعد طرد السيد جونز.
وبدأت رحلة الاستبداد والفساد والاضطهاد، وكان يملك كل وسائل الدعاية والتبرير وكانت الحيوانات تقتنع بسرعة عند كل تبرير وعند كل انقلاب على قانون ما، وعند كل ظلم وقتل بإستثناء الحمار الحكيم كان دائما غير مقتنع بهذه التبريرات، ولكن من يمكنه أن يصدق حمارا أو يتبع رأيه… إلى أن بدأت الامبراطور الخنزير نابليون يخالط البشر ويشرب معهم، وشيئا فشيئا ضيع المزرعة وعادت للبشر، فأدركت الحيوانات أن نضالها وثورتها قد انتهت، وأن رفاقها الذين قتلوا في معركة الثورة والاستيلاء على المزرعة أو قتلوا بسبب الأعمال الشاقة، قد ذهب جهدهم سدى.
رواية شيقة تحمل أفكارا عميقة، وبين سطورها الكثير من الأحداث التي تعيشها البشرية قبل الحيوانية، تستحق القراءة أكثر من مرة لذلك، أنصح بها بشدة
#السعيد_منصور
لا تعليق