ألا ترون أن الأمم قد تكالبت على شرقنا الأوسط ومقدسات المسلمين، وأن رقعة الحرب في اتساع مستمر، فها هي الطائرات الأمريكية تقصف اليمن اليوم، وهاهي صواريخ ثاد الامريكية تصل الكيان اليوم، وهذا الأخير يتهم حـ.ـزب.الله بأن المسيرات التي يمتلكها روسية، والمرابطون السنة بغزة في حصار مطبق وخذلان محقق، لا نحن دعمناهم بالغذاء – لا سمح الله – ولا طالبنا حتى بإخراج مرضاهم، في المقابل يحظى الكيان بكل الدعم والتأييد والتوريد لأعتى الأسلحة والأنظمة الصاروخية لإبادة شعب مسلم بأكمله وهم يدوسون بأخمص أرجلهم كل الأعراف والقوانين الانسانية التي أصدروها بأنفسهم.
وللأسف نحن المسلمين وفي مقدمتنا علماؤتا ونخبنا وقاماتنا الفكرية رغم كل ما يحاك ضدنا نفتح على أنفسنا عدة جبهات، جبهات للتنظير والتفسير والتكفير؛ هل الطوفان حسنة أم خطيئة؟ وهل هذه الطائفة صائبة أم ضالة؟ وما هي أخطاء العالم الفلاني الذي توفي في القرون الوسطى؟ ومآخذ المفكر العلاني الذي توفي في القرن الماضي؟ وجبهات للفن والمهرجانات والرقص على أشلاء الإخوة الضحايا، وجبهات للنقاشات الرياضية وأفيون الشعوب…
صحيح أن بعض المرجعات مطلوبة وواجبة من فترة إلى أخرى من باب التجديد وتنوير الرأي العام وسد الطريق أمام المتربصين، ولكن هذا ليس وقتا للمراجعات، فالفتنة أن نفتح بابا لفتن أخرى في زمن يفتن فيه المسلمين، ولا واجب في هذا الوقت غير واجب النصرة ولم الشمل والاصطفاف جنبا إلى جنب لرد كيد الأعداء.
للتذكير في الوقت الذي كان فيه التتار على أبواب بغداد كان هناك اختلاف شديد بين الحنابلة والشافعية حول الجهر بالبسملة في إمامة المصلين ووصل الصراع أحيانا الى التراشق باأاحذية وماهي إلا أيام حتى اجتاح التتار بغداد واختفت بعدها البسملة سرا وجهرا، اليوم تتكرر نفس المأساة ولكن بطريقة أخرى…
#السعيد_منصور
لا تعليق