هدفت هذه الدراسة الميدانية إلى تسليط الضوء على أشكال وأساليب التنمر السيبراني، وتحديد فروق تعرض أساتذة التعليم الابتدائي للتنمر الإلكتروني حسب الجنس والخبرة المهنية (أستاذ مدرسة ابتدائية – أستاذ مدرسة ابتدائية رئيسي – أستاذ مدرسة ابتدائية مكون) وتحديد الآثار السلبية للتنمر الإلكتروني على مستوى الرضى الوظيفي للمعلمين، من خلال عينة عشوائية مكون من 104 أستاذ تعليم ابتدائي.
وقد استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي المناسب لطبيعة الموضوع، وقام بتصميم استبيان إلكتروني وفق مقياس ليكرت الخماسي، وعرضه على محكمين، وأجرى عليه الأساليب الإحصائية حيث تراوح معامل ارتباط بيرسون بين كل فقرة من فقرات الأداة بين 0.37 و1 عند مستوى الدلالة 0.05، وأشار معامل ألفا كرونباخ لمجموع محاور الأداة إلى 0.751، وهما نسبتين جيدتين للصدق والثبات، وخلصت نتائج الدراسة إلى أن تأثير التنمر الإلكتروني على مستوى الرضى الوظيفي لأساتذة التعليم الإبتدائي جد محدود وهذا راجع لشخصية المعلم وتكوينه الثقافي ومكانته الاجتماعية.
في الوقت الذي تسعى فيه كثير من الجهود إلى التقليل من حدة التنمر المباشر وغير المباشر بشكله التقليدي اللفظي والجسدي والمادي والمعنوي، ظهر نوع مستحدث من التنمر أشدة خطورة من سابقه، وهو التنمر الإلكتروني أو التنمر الرقمي أو السيبراني، ويشار إليه بأنه أخطر من التنمر التقليدي بالنظر إلى آليته استعمال حيث يكون مرتبطا باستخدام التكنولوجيا والأنترنت التي تتميز باتساع مساحة الحرية وزيادة الشجاعة والإقدام على إيذاء الآخرين ما لم يكن هناك وازع وقوانين تضبط مثل هذا التصرفات، ونشير في هذا السياق أن الشرائع والهيئات والمنظمات والمجتمعات تعتبر التنمر جريمة أخلاقية وفي المقابل يصعب قياس حدة هذه الجرائم بين جرائم تتطلب عقوبة سالبة للحرية، أو عقوبات مخففة، لذلك لايزال سلوك التنمر بمعزل عن ضوابط قانونية تعاقب مرتكبه في أغلب النظم الاجتماعية.
يعتبر الأطفال والمراهقين والنساء والقصر الشرائح الأبرز المتعرضة للتنمر التقليدي، بيد أن التنمر الإلكتروني المستحدث مس أطيافا أخرى ليصل إلى التنمر على الشباب والنخب المهنية كالأطباء والمعلمين والفلاحين… وعلى سبيل المثال قد يتلقى الأستاذ أو الأستاذة العديد من المضايقات المتكررة وتشويه السمعة وانتهاك الأسرار والخصوصية على فضاءات الويب مما قد يؤثر على حياته الشخصية والاجتماعية وعلى مردوده المهني بشكل خاص ويؤدي ذلك إلى الزهد والسخط عن العمل إلى درجة التفكير في التخلي عنه والبحث عن بدائل أخرى.
والاطمئنان في العمل أو الرضى الوظيفي يحصل عندما يكون العامل يحس بالراحة في عمله بعيدا عن ضغوطات المرؤوسين والمحيط الاجتماعي مع التزام كل طرف بما تمليه عليه الواجبات والحقوق والقوانين ومن هذا المنطلق جات دراستنا لتعالج انعكاسات التنمر الإلكتروني على مستوى الرضى الوظيفي لأساتذة التعليم الإبتدائي من خلال التساؤلات التالية:
– هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في تعرض أساتذة التعليم الابتدائي للتنمر الإلكتروني حسب متغير الجنس؟
– هل هناك فروق ذات دلالة إحصائية في تعرض أساتذة التعليم الابتدائي للتنمر الإلكتروني حسب متغير الخبرة المهنية؟
– هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في تعرض أساتذة التعليم الابتدائي للتنمر الإلكتروني تعزى إلى شكل التنمر الإلكتروني؟
– هل توجد آثار سلبية للتنمر الالكتروني على مستوى الرضى الوظيفي لأساتذة التعليم الابتدائي؟
يمكنكم الإطلاع على المقال المنشور في مجلة روافد من الرابط التالي:
لا تعليق