دليل الباحث في العلوم الاجتماعية هو مرجع منهجي أساسي للباحثين والطلبة في حقل العلوم الاجتماعية، من تأليف ريمون كيفي ولوك فان كمبنهود، وقد صدرت طبعته الأولى بالفرنسية عام 1988 ونُشرت الترجمة العربية عن المكتبة العصرية للطباعة والنشر عام 1997. يُعدّ هذا الكتاب من أكثر المراجع المنهجية رواجاً واستمراراً، إذ وصل إلى طبعته الرابعة بالفرنسية، ما يعكس قيمته العلمية والعملية التي لا تتقادم.
يوجَّه الكتاب إلى كل من يرغب في إنجاز بحث علمي في العلوم الاجتماعية دون أن يمتلك خبرة ميدانية سابقة، سواء كان طالب ماستر أو دكتوراه أو باحثاً مبتدئاً في علم الاجتماع أو الأنثروبولوجيا أو العلوم السياسية أو علم النفس الاجتماعي. يقدّم المؤلفان منهجية واضحة ومُيسَّرة تُزيل الغموض عن عملية البحث وتجعلها في متناول الجميع، متجاوزين ما يُسمّيانه “الفوضى الأصلية أو ثلاث طرق للبدء الخاطئ”.
منهجية الكتاب ومحتواه
يتبنّى الكتاب مقاربة مُنظَّمة تُفكِّك عملية البحث إلى ثمان مراحل متسلسلة، تبدأ بمرحلة تمهيدية (المرحلة صفر: “التفكير قبل الفعل”) تُعرِّف بطبيعة البحث العلمي كـ “مواجهة بين الفرضيات النظرية ومعطيات الملاحظة أو التجربة”، مستلهمة تعريفات غاستون باشلار وبيار بورديو حول الهدم والبناء والإثبات. ثم يرافق الباحث خطوة بخطوة عبر المراحل التالية:
صياغة السؤال البحثي الجيد وتحديد الإشكالية انطلاقاً من العمل الاستكشافي (القراءات والمقابلات)
بناء النموذج التحليلي (الإطار النظري) وتحديد المفاهيم والفرضيات
اختيار طرق جمع المعطيات الملائمة (الاستبيان، المقابلة، الملاحظة، تحليل الوثائق)
جمع المعلومات وتحليلها بحسب الإشكالية المطروحة
كتابة الخاتمة وعرض المعارف الجديدة التي أنتجها البحث
المميزات العملية
يتميّز الكتاب بطابعه التطبيقي والديداكتيكي، إذ لا يكتفي بالشرح النظري بل يقدّم أمثلة ملموسة من أبحاث واقعية حول موضوعات مثل الممارسة الدينية، الهامشية الاجتماعية، الانتحار، وعمل الكوادر في التنظيمات. كما يعرض نموذجاً كاملاً لبحث ميداني أُجري بالفعل، مُفصِّلاً كل مراحله من البداية إلى النهاية، ما يُتيح للقارئ فهماً عملياً لكيفية تطبيق المنهجية. يُقدِّم الكتاب أيضاً صورة شاملة عن التقنيات والمناهج المستخدمة في البحث الاجتماعي، مع تمارين تطبيقية تُساعد الطالب على استيعاب كل مرحلة.
بفضل أسلوبه المنهجي والصارم دون تعقيد، نجح هذا الكتاب في “تبسيط” مسار البحث العلمي ووضعه في متناول أكبر عدد ممكن من الباحثين، ما جعله مرجعاً لا غنى عنه في الجامعات العربية والفرنكوفونية على حد سواء.
يمكن تحميل الكتاب من هنا


لا تعليق